الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء الخامس) تصميم الصورة : وفاء المؤذن |
ينهانا فيها عن أكل أموال اليتامى ظلماً وعدوانا .
يزخر القرآن الكريم والسنة الشريفة بالعديد من الآيات والأحاديث التي تحض على |كفالة اليتيم| ورعايته وعلى تكريم من يكفله ، ويقوم برعايته واحتضانه بعظيم الأجر وجزيل الثواب ، وقد خصه الله تعالى بمرتبة عالية في الجنان ، وجعله في جوار وصحبة الحبيب المصطفى .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
(أنا وكافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى)
ولأن اليتيم يفقد بموت أبويه أو أحدهما اليد الحانية التي ترعاه وترعى حقوقه، وتحميه وتحنو عليه ، فقد أمرنا تعالى بالعطف عليه وبحسن معاملته ، قال النبي الكريم :
(خير بيت في المسلمين ، بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه)
جاء رجل إلى النبي وشكا إليه قسوة قلبه، فقال له النبي: ارحم اليتيم وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك)
وهكذا نجد أن كفالة اليتيم حالة انسانية سامية تدل على حسٍّ عالٍ بالمسوؤلية ، وعلى نفس كريمة نبيلة سمحة، تمتلئ بالرحمة وتفيض بالحنان،
وقد حض الإسلام على كفالة اليتيم و شرعها وبالغ في تكريم كافل اليتيم ، ووعده برضى الرحمن ، وبصحبة نبيه بالجنان ، وبجزيل العطاء لما له من أثر طيب ، وخير عميم ، وحماية لأفراده من الضياع.
فما أجمل أن تمسح بيد حانية رأس اليتيم
وما أجمل أن يضم المرء يتيماً إلى عياله وأولاده. ويتعهده بالعناية و|العطف والحنان| ، فيمسح دمعته ويخفف ألمه ويحميه من الضياع ، ويحمي أمواله وحقوقه، ويهتم بتربيته وتعليمه ، وفي هذا رضى للرحمن وبسطاً وبركة في |الرزق| ، وتماسكاً للمجتمع ، وصلاحاً وإصلاحاً لأفراده .
كما وحض الدين على رعاية حقوق اليتيم والحفاظ على أمواله
وشدد على عدم التهاون بها وتوعد من يسلبه ماله أو حقوقه بأشد العقاب .
قال الله تعالى : (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، إنما يأكلون في بطونهم ناراً ، وسيصلون سعيراً )
وقال تعالى : ( وأتوا اليتامى أموالهم : ولا تتبدلوا الخببث بالطيب ، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً)
وقد يكون اليتيم صغيراً ، ولا يقدر على إدارة ماتركه له والديه، فهنا يجب الحفاظ على ماله ريثما يكبر ويصبح قادراً على إدارتها والتعامل معه بحرص وأمانة ، فلا يجوز هدر أمواله أو التصرف بها إلا على الشكل الذي يحميها وينميها
قال الله تعالى : (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ، حتى يبلغ أشده)
وقال تعالى ( أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً)
وهكذا نجد ان الله تعالى قد جعل اليتامى أمانة في أعناق الجميع ، وحض المجتمع على رعايتهم والحفاظ على حقوقهم ، والتعامل معهم بمنتهى الأمانة وبكفالتهم ورعايتهم .
تابعونا لنتعرف على بقية الوصايا الإلهية التي أوصانا الله تعالى بها في مقالتنا القادمة
هدى الزعبي
إرسال تعليق
كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك