مؤسسة سطر لصناعة المُحتوى العربي 2/05/2022 05:52:00 م

الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء الخامس)
 الوصايا الإلهية العشر التي وردت في القرآن الكريم(الجزء الخامس) 
تصميم الصورة : وفاء المؤذن
  
سنكمل الجزءالسابق و نتابع الحديث عن الوصية الإلهية السادسة من وصايا الله تعالى  والتي

 ينهانا فيها عن أكل أموال اليتامى ظلماً وعدوانا . 

يزخر القرآن  الكريم والسنة الشريفة بالعديد من الآيات والأحاديث التي تحض على |كفالة اليتيم| ورعايته وعلى تكريم من يكفله ، ويقوم برعايته واحتضانه بعظيم الأجر وجزيل الثواب ، وقد خصه الله تعالى بمرتبة عالية في الجنان ، وجعله في جوار وصحبة الحبيب المصطفى . 

قال النبي صلى الله عليه وسلم :

(أنا وكافل اليتيم له أو لغيره أنا وهو كهاتين في الجنة ، وأشار بالسبابة والوسطى) 

ولأن اليتيم يفقد بموت أبويه أو أحدهما  اليد الحانية التي ترعاه وترعى حقوقه، وتحميه  وتحنو عليه ، فقد أمرنا تعالى بالعطف عليه وبحسن معاملته ، قال النبي الكريم :

(خير بيت في المسلمين ، بيت فيه يتيم يحسن إليه ، وشر بيت في المسلمين بيت فيه يتيم يساء إليه) 

جاء رجل إلى النبي وشكا إليه قسوة قلبه، فقال له النبي: ارحم اليتيم وامسح رأسه ، وأطعمه من طعامك، يلن قلبك وتدرك حاجتك) 

وهكذا نجد أن كفالة اليتيم حالة انسانية سامية تدل على حسٍّ عالٍ بالمسوؤلية ، وعلى نفس كريمة نبيلة سمحة، تمتلئ بالرحمة وتفيض بالحنان، 

وقد حض  الإسلام على كفالة اليتيم و شرعها وبالغ في تكريم كافل اليتيم ، ووعده برضى الرحمن ، وبصحبة نبيه بالجنان ، وبجزيل العطاء لما له من أثر طيب ، وخير عميم ، وحماية لأفراده من الضياع. 

فما  أجمل أن تمسح بيد حانية رأس اليتيم 

 وما أجمل أن يضم المرء يتيماً إلى عياله وأولاده. ويتعهده بالعناية و|العطف والحنان| ، فيمسح دمعته ويخفف ألمه ويحميه من الضياع ، ويحمي أمواله وحقوقه، ويهتم بتربيته وتعليمه ، وفي هذا رضى للرحمن  وبسطاً وبركة في |الرزق| ، وتماسكاً للمجتمع ، وصلاحاً وإصلاحاً لأفراده . 

كما وحض الدين على رعاية حقوق اليتيم  والحفاظ على أمواله 

 وشدد على عدم التهاون بها وتوعد من يسلبه ماله  أو حقوقه بأشد العقاب . 

قال الله تعالى  : (إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، إنما يأكلون في بطونهم ناراً ، وسيصلون سعيراً ) 

وقال تعالى : ( وأتوا اليتامى أموالهم  : ولا تتبدلوا الخببث بالطيب ، ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم إنه كان حوباً كبيراً) 

وقد يكون اليتيم صغيراً ، ولا يقدر على إدارة ماتركه له والديه، فهنا يجب الحفاظ على ماله ريثما يكبر ويصبح قادراً على إدارتها والتعامل معه بحرص وأمانة ، فلا يجوز هدر أمواله أو التصرف بها إلا على الشكل الذي يحميها وينميها 

قال الله تعالى : (ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن ، حتى يبلغ أشده) 

وقال تعالى ( أن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلماً ، إنما يأكلون في بطونهم ناراً وسيصلون سعيراً) 

وهكذا نجد ان الله تعالى قد جعل اليتامى أمانة في أعناق الجميع ، وحض المجتمع على رعايتهم  والحفاظ على حقوقهم  ، والتعامل معهم بمنتهى الأمانة وبكفالتهم ورعايتهم . 

تابعونا لنتعرف على بقية الوصايا الإلهية التي أوصانا الله تعالى بها في مقالتنا القادمة

هدى الزعبي 

إرسال تعليق

كُن مشرقاً بحروفك، بلسماً بكلماتك

يتم التشغيل بواسطة Blogger.